دور العواطف في اتخاذ
القرار
لا تظن، انه من السهل إقناع شخص ما عندما لا يكون في مزاج جيد جدا؟ إذا كان
الجواب "نعم!"، هل فكرت ما الدور الذي تؤديه العواطف فى عملية صنع قرارك.
لدينا جميعا عواطف وهى تساعدنا على العيش في كل دقيقة من حياتنا. الغضب والحزن والسعادة
والخوف والدهشة والحب هي بعض من المشاعر الأكثر شيوعا التي يمر بها كل إنسان. هذه المشاعر
تلعب دورا هاما جدا في كل جانب من جوانب حياتنا وخاصة في عملية صنع القرار. ويرتبط
السبب وراء كل ما نقوم به في حياتنا، بشكل او بآخر بالعواطف. ما جعل الامبراطور شاه
جاهان بناء معبد تاج محل فى الهند سوى مشاعر عميقة وشغف عاطفي من الحب. وترتبط أيضا
حالات سلبية مثل الحرب بالعواطف مثل الطمع الغضب أو الكراهية أو الحسد. واحدة من أفضل
الأمثلة على هذه الكراهية هو هتلر تجاه اليهود والتي أسفرت عن مقتلهم فى الحرب العالمية
الثانية. لذلك يمكن القول أن كل ما نفعله يتأثر بالعواطف إلى حد كبير.
- العواطف وصنع القرار
بالرغم أن هناك الكثير من التعبيرات عن العواطف،الا اننا يمكن أن نقسمها على
نطاق واسع إلى نوعين: الإيجابية والسلبية. المشاعر الايجابية هي الحب والاهتمام والفهم
والصداقة والسعادة، والرضا، وما إلى ذلك، في حين أن المشاعر السلبية تشمل الغضب والكراهية
والحسد، والجشع، الإحباط، وغيرها فى كثير من الأحيان نحن نفكربمساعدة من العقل، ولكن
في معظم الوقت نحن نستمع الى قلوبنا. بعض الناس عاطفيين أكثر من غيرهم ، وبالتالي،
فان معظم قراراتهم متحيزة غير موضوعيه. العواطف تؤثر فى قراراتنا، منذ لحظه اختيار
لعب لأنفسنا فى الصغر الى الوقت الذى نبحث فيه عن وظيفه نلتحق بها أو إلى شيء لا يقل
أهمية مثل إيجاد شريك الحياه. هذه المشاعر هي المسؤولة عن العديد من القرارات الهامة
التي لدينا, التى في وقت لاحق، قد نشعر بالأسف أو اعتبارها مصدر لسعادتنا اعتمادا على
النتيجة. ولكن الحقيقة هي أن العواطف فعلا تؤثر على قراراتنا.
- كيف تؤثر العواطف فى صنع القرار :
بيئتنا، الخلفية الأسرية والتعليم وتجارب الحياة وكل ما يتعلق بنا يلعب دورا
هاما جدا في جعل عواطفنا إيجابية أو سلبية. إذا كانت عائلتك وأصدقائك مرحين يمكن أن
يروحوا عنك عندما تشعر بالسلبية، مما يساعدك على الخروج بقرارات إيجابية. عندما تكون
في مزاج إيجابي، فأنت أكثر عرضة لاتخاذ قرارات إيجابية أو على الأقل محاولة للتفكير
في الجانب الإيجابي من موضوع معين. في حين، إذا كنت في مزاج سيئ تكون أكثر ميلا نحو
الجانب السلبي من هذا الموضوع. في مثل هذه الحالة، اما تكون القرارات صحيحة أو قد لا تكون. بطبيعة الحال، هذا ينطبق حتى في حالة
العاطفة الإيجابية. كثير من الوقت عنما تحب شخص قد تميل الى اتخاذ قرار لصالحه ، ولكن
في وقت لاحق نأسف لذلك لاننا نكتشف اننا بسبب العاطفه لم نرى حقيقته. وبالتالي، الإفراط
في التفاؤل أو التشاؤم على حد سواء، يمكن أن تعوق قدرتك على اتخاذ قرار دون ممارسة
التحيز. العواطف المفرطة تلقى بظلالها على تفكيرك فى الأمر مما يؤدي إلى سوء عملية
صنع القرار. إذا كنا في مزاج سيئ و نعاني من الإكتئاب ، نحن في نهاية المطاف نخلط الأمور ونتخذ قرارات سيئه تسبب فى إيذاء أنفسنا
جسديا وماليا أو عاطفيا.
- القرارات العاطفية والعقلانية :
إذا قارنا القرارات العاطفية والعقلانية، يمكننا أن نفهم نتائج كل أنواع القرارات.
يتم اتخاذ القرارات العاطفية بطريقه سريعه جدا بالمقارنة مع القرارات العقلانية. الخبرة
والاحداث التى نمر بها تلعب دورا هاما للغاية في اتخاذ مثل هذه القرارات. الكثير من
الاحيان تؤخذ هذه القرارات لا شعوريا، وتعكس في الواقع ما كنا نريد حقا. نؤيد الشخص
أو المنطقة التي نحن مهتمون بها .هذه القرارات قد تكون هى الصحيحه, و لكن في كثير
من الأحيان، تكون قرارات مدفوعة عاطفيا متسرعه مما يجعلها قرارات سيئة. العواطف أيضا
تجعل القرارات متحيزة، بسبب كثافة المشاعر
التي تتعلق بالشخص أو الموضوع او المشكله التى بصدد اتخاذ قرار بشأنها. هذه القرارات
غير صحيحة عقلانيا، وبالتالي، في وقت لاحق قد نأسف علي اتخاذها.
- اقتراحات لاتخاذ القرار الصحيح :
نحن نعلم أن القرارات الانفعالية قد تكون أو لا تكون هي الصحيحه، ولكن هناك
شىء من الحقيقه أيضا فى أن القرارات العقلانية تستند إلى حد ما على العواطف. علينا
فقط ان ننتبه لبعض الأمور أثناء اتخاذ القرارات، وذلك لجعلها عادلة ومبررة. استخدم
قدراتك العقليه فى النظر على الناحيتين على حد سواء، الناحية الإيجابية والسلبية للمسألة.
حاول فهم الفرق بين الحق والباطل للقرار الذى عليك اتخاذه بدلا من السماح للعواطف ان
تدفعك للميل الى جانب يريحك. لا تأخذ أي قرار عندما تكون غاضبا، أولا، هدىء نفسك ثم
بعد ذلك فكر في المسأله. يمكن للتفكير العقلانى ان يكون رشيدا و يؤدي إلى القرار الصحيح،
ولكن اتخاذ قرار متوازن عاطفيا وعقلانيا يساعدك على تبرير القرار.
بما ان العواطف جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية، لا يمكنك تجاهلها تماما.
تذكر عندما تتعامل مع شخص ما انك تتعامل ليس مع مخلوق من المنطق ولكن مع مخلوق من
عواطف و مشاعر. لذلك ادرس الموضوع من كافه جوانبه و حاول ابعاد عو اطفك عند اتخاذ
القرار.
المصدر:
د. نبيهه جابر
إقرأ
مقاله "ادرس نتائج القرار قبل اتخاذه " على:
(
يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل و الإقتباس )
كلام جميل
ReplyDeleteاللهم أجعلنا حينما نتخذ القرار يكون قرار عقلاني