وصايا الرسول باقباط مصر وشعبها
"أوصيكم بأقباط مصر
خيراً" حديث شريف
لعل الأحداث الدامية بين المسلمين
والأقباط في مصر من وقت الى آخر، تكون مناسبة لاعادة تقويم المنطلقات الفكرية
والسياسية لكل طرف، بحيث يضع إصبعه على مكمن الخطأ لتصحيحه قبل أن يستطير الشر
المحدق بالبلاد المصرية ويتوسع الى ما لا تحمد عقباه، وهو أمر لا يحبه كل مخلص
وشريف يريد الخير لبلاد النيل وأهلها. اننا مسلمون وأقباطاً عشنا بسلام وأمان
لقرون طويلة وتحديداً منذ الفتح الاسلامي لمصر ودخول شعبها في دين الاسلام أفواجاً
وجماعات بعدما وجدوا في الفاتح المسلم ذاك الانسان العادل الرحيم المؤمن بعد
معاناة شديدة ومظالم ومذابح تعرض لها الاقباط من أبناء دينهم أنفسهم، مما أحدث
فرقاً ظهرت آثاره ليس في مصر وحدها، بل في كل القارة الافريقية حيث دخلت في
الاسلام شعوب وقبائل تيمناً بدخول شعب مصر في الاسلام، فما كان السرّ يا ترى؟ لم
يكن هناك من سرّ سوى وصية النبي محمد ومن بعده الخلفاء الراشدين بأن يستوصوا
بالنصارى والأقباط خيراً في مصر، وقد أوصى بهم الرسول، لأنه علم بمعاناتهم
وانتظارهم أول فرصة كي يتحرروا من ظلم الرومان واضطهادهم، بل أكثر من ذلك كان
الرسول يعلم تماماً أن نصارى مصر والحبشة يؤمنون بصدق في دينهم ولا يمكن لمن يؤمن
بصدق إلاّ أن يكون إنساناً مخلصاً وصادقاً محباً للخير وكارهاً للظلم، ومن هنا
جاءت دعوة النبي أوائل المسلمين في مكة عندما ظلمهم كفار قريش أن ينطلقوا الى
الحبشة "فان فيها ملكاً نصرانياً لا يظلم عنده أحد" وهكذا كان، وعاش رهط
من الصحابة في الحبشة حيناً طويلاً من الزمن في كنف نصارى الحبشة بكل أمان وسلام،
ثم عادوا الى مكة بعد الفتح سالمين، وقد ازداد عددهم كثيراً بعدما تزوج كثير منهم
في بلاد الحبشة وبقي عدد غير قليل كان نواة انتشار دين الاسلام في تلك البلاد.
وماذا عن الخليفة عمر بن الخطاب، الذي استدعى والي مصر وأميرها عمرو بن العاص وابنه الى المدينة المنورة مع ذاك القبطي وابنه الذي ضربه ابن عمرو لابن العاص، ونعته "يا ابن الاذلين"، فقال الخليفة عمر بان القبطي خذ حقك واضربه أمامي، فتردد ابن القبطي خوفاً من الوالي، فأعاد الخليفة عمر الطلب وقال له: اضرب لابن الاكرمين، وخذ حقك، وهكذا كان، ثم طلب منه ان يضرب الوالي نفسه لأنه سمح لابنه بأن يضرب الناس بغير حق، وهكذا كان أيضاً. نورد هاتين القصتين من التاريخ الاسلامي لنقول لمسلمي مصر أن عليهم أن يعودوا الى وصية الرسول في أقباط مصر ولا يجوز لمسلم أن يظم أو يجور على نصراني أو قبطي بغير حق واضح ومبين، لرد اعتداء او مظلمة، وحكم القانون يجب أن يسود بين الناس جميعاً تحت قاعدة شرعية واضحة "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" والعدل هو أن يكون للنصارى والأقباط حقهم في المواطنية الكاملة وعليهم مثل ما لهم من الحقوق والواجبات والحفاظ على كنائسهم وأديرتهم وأوقافهم ومعاملتهم باللطف والود تطبيقاً للآية الكريمة: "ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وانهم لا يستكبرون". وأقول بصراحة وبالفم الملآن، غضب من غصب او رضي من رضي، ان العهدة العمرية التي كتبها عمر بن الخطاب لبطريرك القدس يوم فتحها، والتي أذنت بفتح مصر بعدها، هذه العهدة هي في رقبة المسلمين حتى قيام الساعة، فالعهدة العمرية لم تكن لزمن محدد، بل كانت عهدة للمستقبل، ونحن ملزمون بتطبيقها مع مواطنينا النصارى والاقباط – او ما يسمى اليوم الاقليات المسيحية في الشرق – اذا كنا فعلاً ندّعي اتباعاً للخليفة عمر بن الخطاب أو اتباعاً لنبي الاسلام، من وصّى بالنصارى طوال الدعوة الاسلامية، عندما استقبل وفد النصارى في مسجده بالمدينة، وصولاً الى وصيته لنا بالنصارى عموماً وباقباط مصر خصوصاً. علينا ان نعترف ان الديكتاتوريات شوهت كل حضارتنا ومع الربيع العربي نرجو من المسلمين في مصر والدول الاسلامية ان يتذكروا أن ربيعهم الحقيقي هو أن يسود العدل بين الناس وتعود للمواطن كرامته وانسانيته وحقوقه، فهل بوصية الرسول وبالعهدة العمرية نحن ملتزمون؟
وماذا عن الخليفة عمر بن الخطاب، الذي استدعى والي مصر وأميرها عمرو بن العاص وابنه الى المدينة المنورة مع ذاك القبطي وابنه الذي ضربه ابن عمرو لابن العاص، ونعته "يا ابن الاذلين"، فقال الخليفة عمر بان القبطي خذ حقك واضربه أمامي، فتردد ابن القبطي خوفاً من الوالي، فأعاد الخليفة عمر الطلب وقال له: اضرب لابن الاكرمين، وخذ حقك، وهكذا كان، ثم طلب منه ان يضرب الوالي نفسه لأنه سمح لابنه بأن يضرب الناس بغير حق، وهكذا كان أيضاً. نورد هاتين القصتين من التاريخ الاسلامي لنقول لمسلمي مصر أن عليهم أن يعودوا الى وصية الرسول في أقباط مصر ولا يجوز لمسلم أن يظم أو يجور على نصراني أو قبطي بغير حق واضح ومبين، لرد اعتداء او مظلمة، وحكم القانون يجب أن يسود بين الناس جميعاً تحت قاعدة شرعية واضحة "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" والعدل هو أن يكون للنصارى والأقباط حقهم في المواطنية الكاملة وعليهم مثل ما لهم من الحقوق والواجبات والحفاظ على كنائسهم وأديرتهم وأوقافهم ومعاملتهم باللطف والود تطبيقاً للآية الكريمة: "ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وانهم لا يستكبرون". وأقول بصراحة وبالفم الملآن، غضب من غصب او رضي من رضي، ان العهدة العمرية التي كتبها عمر بن الخطاب لبطريرك القدس يوم فتحها، والتي أذنت بفتح مصر بعدها، هذه العهدة هي في رقبة المسلمين حتى قيام الساعة، فالعهدة العمرية لم تكن لزمن محدد، بل كانت عهدة للمستقبل، ونحن ملزمون بتطبيقها مع مواطنينا النصارى والاقباط – او ما يسمى اليوم الاقليات المسيحية في الشرق – اذا كنا فعلاً ندّعي اتباعاً للخليفة عمر بن الخطاب أو اتباعاً لنبي الاسلام، من وصّى بالنصارى طوال الدعوة الاسلامية، عندما استقبل وفد النصارى في مسجده بالمدينة، وصولاً الى وصيته لنا بالنصارى عموماً وباقباط مصر خصوصاً. علينا ان نعترف ان الديكتاتوريات شوهت كل حضارتنا ومع الربيع العربي نرجو من المسلمين في مصر والدول الاسلامية ان يتذكروا أن ربيعهم الحقيقي هو أن يسود العدل بين الناس وتعود للمواطن كرامته وانسانيته وحقوقه، فهل بوصية الرسول وبالعهدة العمرية نحن ملتزمون؟
ماذا قال الرسول لصحابته ؟
فقد قال عنها رسول الله لصحابته:"ان الله سيفتح لكم مصر فأذا فتحها عليكم فاستوصوا بأهلها خيرا فأن لكم فيهم صهرا وذمه" صحيح مسلم ج 4 ص 1970 وقال عنها صلى الله عليه وسلم أنها كنانه الله في ارضه ومعنى الكنانه اى خزانه الأسهم أى ان الله يدخر فيها و في ابنائها اسهمه التى تعلى الدين وتخرج لتصيب لنصره دين الله وقال ايضا صلى الله عليه وسلم:"ان الله سيفتح عليكم مصر فأذا فتحها فأتخذوا منهم جندا كثيفا فأنهم وأزواجهم في رباط حتى تقوم الساعه"شرح الحديث من شرح النووي باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر قال ابن هشام : حدثنا عبد الله بن وهب عن عبد الله بن لهيعة ، عن عمر مولى غفرة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال الله الله في أهل الذمة ، أهل المدرة السوداء السحم الجعاد فإن لهم نسبا وصهرا قال عمر مولى غفرة : نسبهم أن أم إسماعيل النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم . وصهرهم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تسرر فيهم . قال ابن لهيعة أم إسماعيل هاجر ، من " أم العرب " قرية كانت أمام الفرما من مصر وأم إبراهيم : مارية سرية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - التي أهداها له المقوقس من حفن ، من كورة أنصنا بمصر. قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري : أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري ثم السلمي حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال إذا افتتحتم مصر ، فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما " فقلت لمحمد بن مسلم الزهري : ما الرحم التي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لهم ؟ فقال كانت هاجر أم إسماعيل منهم
فقد قال عنها رسول الله لصحابته:"ان الله سيفتح لكم مصر فأذا فتحها عليكم فاستوصوا بأهلها خيرا فأن لكم فيهم صهرا وذمه" صحيح مسلم ج 4 ص 1970 وقال عنها صلى الله عليه وسلم أنها كنانه الله في ارضه ومعنى الكنانه اى خزانه الأسهم أى ان الله يدخر فيها و في ابنائها اسهمه التى تعلى الدين وتخرج لتصيب لنصره دين الله وقال ايضا صلى الله عليه وسلم:"ان الله سيفتح عليكم مصر فأذا فتحها فأتخذوا منهم جندا كثيفا فأنهم وأزواجهم في رباط حتى تقوم الساعه"شرح الحديث من شرح النووي باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر قال ابن هشام : حدثنا عبد الله بن وهب عن عبد الله بن لهيعة ، عن عمر مولى غفرة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال الله الله في أهل الذمة ، أهل المدرة السوداء السحم الجعاد فإن لهم نسبا وصهرا قال عمر مولى غفرة : نسبهم أن أم إسماعيل النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم . وصهرهم أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تسرر فيهم . قال ابن لهيعة أم إسماعيل هاجر ، من " أم العرب " قرية كانت أمام الفرما من مصر وأم إبراهيم : مارية سرية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - التي أهداها له المقوقس من حفن ، من كورة أنصنا بمصر. قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري : أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري ثم السلمي حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال إذا افتتحتم مصر ، فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما " فقلت لمحمد بن مسلم الزهري : ما الرحم التي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لهم ؟ فقال كانت هاجر أم إسماعيل منهم
و أكد الدكتور على
جمعة مفتي جمهورية مصر العربية أن الرسول صلي الله عليه وسلم أوصي بأقباط مصر وصية
خاصة فقد روت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ان رسول الله أوصي عند وفاته
فقال: "الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في
سبيل الله"..
وفي حديث آخر أن رسول
الله صلي الله عليه وسلم قال: "استوصوا بهم خيراً فإنهم قوة لكم وبلاغ إلي
عدوكم بإذن الله" يعني قبط مصر.. لذلك فإن الناظر للتاريخ يري ان اقباط مصر
قد رحبوا بالمسلمين الفاتحين وفتحوا لهم صدورهم.
وأضاف جمعة في مؤتمر
صحفي ان الإسلام أولي عناية خاصة بدور العبادة الخاصة بغير المسلمين فحرم الاعتداء
بكافة أشكاله علي دورهم.
ففي عهد عمر بن
الخطاب رضي الله عنه إلي أهل إيلياء "القدس" نص علي حريتهم الدينية
وحرمة معابدهم وشعائرهم بقوله: "هذا ما أعطي عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل
إيلياء من الأمان. أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسائر ملتها.
لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من خيرها ولا من صليبها ولا من شيء
من أموالهم ولا يكرهون علي دينهم ولا يضار أحد منهم".
(مجمعه نقلا عن )محي الدين شهاب , المنتدى الإسلامى: منتدى فتحى جود
No comments:
Post a Comment