تغلب على عدم الثقة
بالنفس عند اتخاذ القرار
إذا كنت تعاني من انخفاض الثقة و عدم الأمان عن قدراتك و
مهاراتك، ستجد صعوبة في اتخاذ حتى أبسط القرارات. يحدث انعدام الأمان فى الغالب لعدة
أسباب.
ربما في طفولتك منعك والديك من قدرتك على اتخاذ أي قرارات
باختيار كل ما يلزمك من اكل ولبس حتى لعبتك .. الخ. والآن بعد أن كبرت واصبحت
ضمن القوى العاملة، تجد نفسك فجأة فى حاجة إلى اتخاذ الكثير من القرارات. مع القليل
أو عدم وجود خبرة سابقة، فليس من المستغرب أن تبدأ في الارتباك. القلق والتردد سيصبحوا
اصدقائك الثابتين أثناء عملية صنع القرار. حتى عندما تحاول اتخاذ قرار بشأن الخيارات
الخاصة بك، تقضى الكثير من الوقت تتخيل السيناريوهات المحتملة للفشل. انت تخشى ما قد
يقوله ويفكر فيه الاخرين عنك، حتى السخريه و أصوات الضحك ستسمعها تصرخ في رأسك.وغني
عن القول،ان الشعور بعدم القدرة على اتخاذ القرار يجعلك تتالم! هذا كله نابع من عدم
وجود ما يكفي من الثقة بالنفس.
فيما
يلي بعض النتائج المترتبة على ضعف الثقة بالنفس عند صنع القرار:
·
شلل في اتخاذ الإجراءات
اللازمة:
في بعض الحالات، يمكن أن يطغى الخوف حتى يشلك و يجمدك عن
العمل. ومن هنا، تفضل أن تبقى كما أنت لتجنب نفسك اتخاذ القرارات الخاطئة. ولكن في
القيام بذلك، تشعر بسوء داخلك. تشعر بالجمود و الهزيمه و كانك سجين في ارض الفشل تعجز
عن اتخاذ القرار !
·
لا ثقة في القرارات
التي اتخذت:
حتى لو كنت أخيرا اتخذت قرارا، من الممكن جدا أنه بسبب انخفاض
الثقة بالنفس، لا توجد لديك الثقة ان قرارك هو الأفضل للموقف. ومرة أخرى، تغرق فى العرق،
والقلق بشكل مفرط.
·
رفض تحمل المسؤولية:
عندما يتعلق الأمر بقرارات أكبر تحتاج إلى إتخاذها، قد تفضل
التنازل عن عرش المسؤولية لشخص آخر. تشعر أنك أكثر راحه لأنه في رأيك، الشخص الآخر
يمكنه إجراء تقييم أفضل للوضع. منطقك هنا: إذا كنت أقل ذكاء، وأقل تحكما وأقل قدرة،
اليس من الافضل أن ندع شخص يمتلك هذه القدرات يقرر نيابه عنى؟ والأفضل من ذلك، ان تترك
والديك يتخذوا لك القرار حتى لو كان الأمر يخص مسار حياتك المهنية!! عندما لا تسير
الأمور بشكل جيد ، أو انك لم تحب الحياة التي تم التخطيط لها منهم و اتخذوا القرار
بشأنها بدلا منك، سيكون من السهل جدا عليك القاء اللوم عليهم و تأنيبهم هم على
الخطا فى اتخاذ القرار.
·
تقلص خيارات الحياة:
مع انخفاض الثقة في قدراتك، ستجد ايضا خياراتك في الحياة
تتقلص بشكل كبير. انك ليس فقط تخلق القيود في ما يمكنك القيام به في الوقت الراهن،
ولكنك أيضا أكثر عرضة لاضاعه العديد من الفرص التي قد كانت متاحة امامك.
في وظيفتك الحالية، انت تعتقد أن هذا هو أقصى ما يمكن أن
تذهب اليه. قد يجد البعض الآخر انك قادر على اكثر من ذلك ، ولكنك اخترت فرض حدود لنموك
و إمكاناتك. بالإضافة إلى ذلك، مع عدم الثقه في قدراتك و مهاراتك ، تجد صعوبة في مواجهة
التحديات الجديدة أو لاستكشاف آفاق جديدة.
لذلك دعونا نناقش كيف يمكنك أن تبدأ في التغلب على أوجه القصور
لديك. تغير موقفك من سلبي إلى إيجابي سيكون مفيد لك للغاية. فقط عندما يمكنك كسر قيودك،
و التحرر منها سيفتح امامك عالما جديدا. ستحب الحياة لأنك تحررت من الشعور بانعدام
الأمان والمخاوف والمعتقدات السلبية.
هنا بعض الطرق لمساعدتك فى التغلب على ضعف الثقة
بالنفس والخوف من اتخاذ القرار:
· التأكيد على ما
لديك من قدرات:
حاول أن تتذكر
الحالات التي أحسنت فيها صنعا وقمت بعمل جيد فى حياتك او عملك. حقيقة أنك فى أي وقت
مضى اديت فيه عملا بشكل جيد ، هو دليل على أنك قادر على تحقيق نفس الاجاده في المستقبل. حدد أيضا الاشياء التى
تجيدها ، و ابذل المزيد من هذه الأنشطة. من المهم قضاء بعض الوقت فى رعاية وتشجيع نفسك.
كافىء نفسك، حتى لاصغر القرارات السليمه التي تتخذها . عند القيام بذلك كثيرا بما فيه
الكفاية، يمكنك ان تعود نفسك على اتخاذ القرارات الكبرى و الصائبه في الوقت المناسب.
·
إزالة قيود اعتقداتك
و مخاوفك:
اسأل نفسك إذا كان حقا صحيحا أنك لا خير فيك أو ليس لديك
قدرات ؟ إذا كان لديك أفكار تقيدك، يجب ان تعرف أن لديك الاختيار و تلك الأفكار والاعتقاد
يمكن تغييرها. إذا جاءت هذه المعتقدات بضعف الثقه من أن لم يسمح لك
والديك لك باتخاذ القرارات عندما كنت طفلا، حان الوقت الان لتتحمل المسؤولية بنفسك.
ربما أراد والديك حمايتك من اتخاذ الخيارات الخاطئة عندما كنت صغيرا ، ولكن عليك أن
تتعلم أن تكون مسؤولا عن حياتك الخاصة من الآن! لقد كبرت ونضجت الان و يمكنك اتخاذ القرار و
تتحمل مسؤوليه نتائجه مهما كانت.
·
قم بالعمل:
قد تكون غرائزك تعمل على ابعاد أو المماطلة فى اتخاذ أي قرار. عقلك
يصبح مجمد بعدم استعماله، مما يوقعك في شبكة من الأفكار السلبية الملتوية. في بعض الحالات،
تحريك الامور يمكنك من بدأ الطريق نحو اتخاذ القرارات الصحيحة. يمكنك اتخاذ الإجراءات
بمعرفة ما هو الذى انت بحاجة إلى معرفتة، لاتخاذ قرار أفضل. عند اتخاذ الإجراءات والخيارات،
التي تبدو غائمه، يمكن أن تصبح أكثر وضوحا بكشف ما بداخلها وتتعلم ما هو القرار
الصالح لك وما هى خطوات اتخاذه!
"لا تنتظر حتى يصبح كل شيء صحيحا. الكمال لا
يتحقق ابدا. سيكون هناك دائما تحديات و عقبات و ظروف اقل من ان تكون مثالية. وماذا
بعد !. ابدأ الآن ولا تنتظر تحسنها. مع كل خطوة تخطوها، سوف تنمو أقوى وأقوى، و
تصبح أكثر وأكثر مهارة، وأكثر وأكثر ثقة بالنفس و بالتالى أكثر وأكثر نجاحا.
·
حدث نفسك:
بدون شك، إذا وجدت نفسك تفتقر إلى المعرفة والمهارات اللازمة
لاتخاذ القرارات الصائبة، انظر في رفع مستوى المعرفه لديك. التعليم لا ينتهي عندما
ينتهي التعليم الاساسى فى المدرسة اوانتهاء الدراسه الجامعيه؛ بل هو عملية مستمرة مدى
الحياة. التقط ما انت بحاجة لمعرفتة من بين المعلومات المتاحه ،من أجل اتخاذ قرارات
أفضل في مجال عملك وفى حياتك.
• ادعم قراراتك بالقيم والرؤيه السليمه:
اعتمادا على ما هو عليك أن تقرره ، استند على قيمك ، ورغباتك
وأي أسباب داعمة. لذلك ، من المهم أن توضح ما هى هذه الجوانب المهمة فى حياتك أولا.
أنها تساعد على توفير التوجه اللازم الذى انت فى حاجه إليه لتوجيهك فى العديد من القرارات
التى تلقيها الحياة فى طريقك. إذا لم تكن قد قمت بفرزها حتى الان، فليس من المستغرب
انك تواجه صعوبات في اتخاذ القرارات. الآن وليس غدا ابتدى الفرز.
• لا تأخذ نفسك بجديه اكثر من المطلوب: حتى إذا قمت بخطأ
ما؟ اسأل نفسك: ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث حتى لو فشلت؟ إذا ظهرت نتيجة تافهة، اذن
لماذا لا تأخذ التحدي المتمثل في اتخاذ القرار؟
الوقوع في الخطأ هو في الحقيقة جزء من عملية التعلم.
لا يمكنك ان تتعلم حقا وتنمو دون أن تمر بإخفاقات و أخطاء. المهم هو أن تجمع نفسك بعد
ذلك وتقوم من جديد. اسأل نفسك ما تعلمته من هذه العملية. بدلا من لوم أو تأنيب نفسك،
اختار ان تتعلم من هذه الحالات، بحيث يمكنك اتخاذ قرارات أفضل في المرة القادمة.القول
الشائع : بان الأخطاء هي بوابات الاكتشاف للانسان - هى احسن ملخص لذلك.
·
الممارسة تحقق
الكمال:
ابدأ صغيرا إذا كان
لا بد. بناء الثقة بالنفس ليست بالأمر الهين وخاصة إذا كنت قد سجنتها فى عادات ومعتقداتك
القديمة في عدم قدرتك. قرر ما الذي تريده و ما هى القيم التي تعتز بها. استرشد بهم
لدعمك فى اتخاذ قرار سليم او اقرب لذلك كبدايه.
· العمل على إزالة المخاوف الخاصة بك:
عندما تواصل بناء
الثقة بالنفس ، فإنك تبدأ في بناء المزيد والمزيد من الثقة في نفسك. من السلبية والشك
الى البدأ بتجربة إحساس جديد بالتمكن والقدره. انك الآن بدأت فى بناء الحياة التي يمكنك
أن تدعي ان كلها ثقه بالنفس والامل فى النجاح. كلما إتخذت قرارات أكبر وأكبر لنفسك
، سيصبح الامر أسهل! المهم ان تفعل..
"ثق بنفسك. اخلق نوع الذات التي سوف تكون سعيدا للعيش
معها فى كل ما تبذله طوال الحياة. حقق اقصى استفاده لنفسك من شعله الثقه التى اضيئت
داخلك.
· اعترف بعملية التغيير:
كلنا يود أن نرى
نتيجه النجاح بين عشية وضحاها. و لكن الامر ليس كذلك ولا يمكن ان يكون كذلك. كل شيء
مدهش تم انجازه فى أي وقت مضى ،قد اخذ العديد من الخطوات و على العديد من المراحل.
عليك أن تقدر هذه العملية للتغيير من السلبيه والتهرب من اتخاذ القرار الى
الايجابيه و اكتساب القدره على اتخاذه ايضا، يجب ان تأخذ وقتها لتنجح. احتفل بكل
خطوه حتى لو كانت صغيره. وعندما تصل فى النهايه إلى وجهتك، احتفل بالعملية كلها. عدل
الطريقة التي تنظر بها للإنجاز بحيث تعترف ان اى تغيير يحتاج لعمليه تحتاج وقت
وصبر و محاولات عديده. هذا التغير فى نظرتك سوف يغير العالم الذي تعيش فيه و يشعرك
بمدى انجازك فى التخلص من الخوف والهروب من اتخاذ القرار الى التمتع بقدراتك على
ذلك التى اهملتها سابقا.
المصدر: د نبيهه
جابر
(
يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل او الإقتباس)
السلام عليكم د.نبيهة..
ReplyDeleteموضوع جد قيم..خصوصا أنه يعالج نقطة جد مهمة ألا وهي الثقة في النفس..
فكما يقال إذا لم تثق في نفسك فمن ذا الذي يثق فيك..
تحياتي الخالصة