النوبه فى العصر
الاسلامى
الجزء(3)
فى العصر العثماني
في الربع الأول من القرن
السادس عشر الميلادي أرسل السلطان العثماني سليم الأول جيشا إلي النوبة
بقيادة قوسي حسن , وضم هذا الجيش جنودا من أصول مقدونية ومن البوسنة والمجر ,
واستولي هذا الجيش علي القلاع والحصون العسكرية في النوبة مثل حصن اليفانتين و
أبريم و ساي , ومنح السلطان منحة مالية وهي مبلغ مائة جنيه للجنود الذين أقاموا في
حصن أبريم , واشرف قوسي حسن علي المنطقة التي تقع بين الشلال الأول والثالث ,
وكانت وظيفته جمع الجزية ( وأطلق عليه لقب الكاشف وهو جامع الضرائب ) وإرسالها إلي
والي مصر و, كانت الجزية هي 24 كيلة نوبية من الحبوب علي كل ساقية أو 12 ثوب من
النسيج الكتاني , واستقر قوسي حسن في قرية الدر وبني له دار كبيرة سميت بقصر
الكاشف.
وفي نفس الوقت سقطت مملكة
علوة المسيحية علي أيدي العرب الذين هاجروا إلي منطقة بلاد النيل الأزرق , وحدث
تحالف بين هذه القبائل المهاجرة وبين قبائل الفونج القادمين من جنوب النيل الأزرق
, وكونوا مملكة أطلق عليها اسم مملكة الفونج أو السلطنة الزرقاء , واتخذوا من
العاصمة القديمة سنار عاصمة لهم , واستمرت هذه المملكة لأكثر من ثلاثة قرون حتى
سقطت علي أيدي إسماعيل بن محمد علي باشا عام 1821 .
وتعد مملكة الفونج هي أول
مملكة أسلامية وحدت السودان والنوبة تحت سلطانها , وقد تكونت من عرب القواسمة
بقيادة الشيخ عبدالله جماع مع قائد الفونج عمارة دونقس , و الفونج هم قبائل جاءت
من منطقة أعالي النيل الأزرق وكانوا يتميزون بالبشرة السوداء ولذلك أطلق علي هذه
المملكة اسم السلطنة الزرقاء , وقسم هذا التحالف السلطة بان تكون السلطة العليا
لقبائل الفونج , و يتولى رئاسة الوزراء أو المنصب الثاني في السلطة عرب القواسمة ,
وتولي الملك عمارة دونقس السلطة في المملكة باعتباره المؤسس.
امتد سلطان الفونج علي
مناطق الجزيرة وصحراء البطانة و البيوضة وامتد حتى جنوب كردفان كما امتد سلطانهم
علي ما كان يخضع لمملكة المقرة وكانت حدودهم الشمالية حتى صاي , ومثلت الفونج خطرا
علي كل من العثمانيين والحبشة , وكان العثمانيون يسيطرون علي ما تسمي حاليا النوبة
المصرية , وامتد نفوذهم حتى صاي وشيدوا قلاع في ابريم و صاي للحد من نفوذ ملوك
الفونج , وأمنت الحبشة حدودها ونقلت عاصمتها إلي جوندار , وفي الجنوب كانت العلاقة
بين ملوك الفونج وقبائل الشلك عدائية في البداية , ولكنهما فيما بعد كونا حلفا
لمواجهة قبائل الدينكا القوية , وفي الغرب استطاع ملوك الفونج هزيمة مملكة تاكالي
بجبال النوبة في جنوب كردفان.
أثناء الحملة الفرنسية
بعد ان احتل الفرنسيون
مصر وهرب المماليك الي الجنوب , تبعهم الفرنسيون حتي بلاد النوبة , وقاوم النوبيون
الاحتلال الفرنسي أثناء مطاردة المماليك في بلادهم , ووصل الفرنسيون بقيادة
الجنرال الفرنسي بليار حتى قرية دهميت ومن اجل منع المماليك من العودة إلي مصر
قرروا احتلال جزر أسوان اليفانتين وفيلة وهيصة , وقاومهم النوبيون قبل الوصول إلي
جزيرة فيلة ورفضوا استخدام مراكبهم , واستطاع النوبيون جرح ثلاثة فرنسيين ولكن
استشهد منهم عدد كبير , وأشار الجنرال بليار في مذكراته عن شجاعة النوبيين ورفضهم
التعاون معه , وقال بان الرجال النوبيين حملوا السلاح لمقاومته بينما أطلقت النساء
النوبيات صيحات الحرب.
ومن جانب أخر فتحت الحملة
الفرنسية علي مصر انتباه الغرب علي النوبة , ولأول مرة نقلت إلي القارئ الأوروبي
معلومات عن النوبة وأهلها , وقام علماء الحملة بتسجيل أثار النوبة , وقاموا بتسجيل
الحياة المعاصرة للنوبيين , وأقاموا مقارنات بين النوبيين والمصريين في العادات
والتقاليد واللغة , ونشروا هذه الدراسات في مجلدات وصف مصر , وتضمنت هذه المجلدات
دراسة كتبها الباحث الفرنسي كوستاز عن النوبة والتي سجلت وضع النوبة بين مصر في
الشمال ومملكة سنار في الجنوب , وأشارت إلي القبائل العربية و البجة في شرق النيل
وغربه في بلاد النوبة , والي أخلاق وعادات النوبيين التي امتدحتها الدراسة , والي
نظام الاقتصاد في النوبة الذي يعتمد علي المقايضة.
العصر الحديث
وفي عام 1811 أرسل محمد
علي ابنه إبراهيم لمطاردة المماليك الفارين من مذبحة القلعة , وقابلهم في كشتمنة
وانتصر عليهم , ولكنهم زحفوا جنوبا إلي الدر و أبريم واستولوا علي قلعتها وعلي
1200 بقرة وأغنام , وبعد ذلك زحفوا إلي أراضي المحس , ثم استقروا في دنقلة وكونوا
دولة مملوكية لمدة تسعة سنوات حتى قضت عليهم الحملة التالية التي قادها إسماعيل
باشا بن محمد علي , وفي عام 1820 أراد محمد علي باشا السيطرة علي السودان ومطاردة
المماليك الذين كونوا دولة مملوكية في دنقلة , فأرسل حملة عسكرية بقيادة ابنه
إسماعيل , وقام الكاشف حسين ابن سليمان بتجميع رجاله لمقاومة هذه الحملة ولكن أخيه
حسن لم يوافق فقام بجمع عبيده الذين يبلغون ثلاثمائة عبدا وهرب بهم إلي كردفان في
غرب السودان , وأظهر الكاشف حسن ولاء لإسماعيل بن محمد علي باشا فعينه حاكما علي
النوبة المصرية التي تمتد من أسوان إلي حلفا وأعطي له 293 فدان وستة أكياس من
الدراهم ولكن قرر له مقدار الضرائب المفروضة علي منطقته ولذا فرض الكاشف حسن خمسون
قرشا علي كل ساقية, ومن المعروف أن الكاشف حسين شقيق الكاشف حسن لجأ إلي المقدوم
مسلم في كردفان وحارب معه ضد الدفتردار ولما قتل المقدوم فر حسن وزوجة المقدوم
ومعه خزينة المقدوم إلي سلطان دارفور وتزوج من ابنة السلطان ولا يزال هناك ذرية له
حتى الان في دارفور.
وتسببت حملة إسماعيل باشا
انتشار المجاعة والفقر في النوبة , وكانت النوبة مقسمة إلي ثلاث أماكن الأولي من
أسوان حتى حلفا , وكانت تحت إشراف الكاشف حسن , والثانية تضم أراضي سكوت , وكانت
تحت إشراف الكاشف حسن وردي , والثالثة هي أراضي المحس , وكانت تحت إشراف الملك
صبير , وفي القرن التاسع عشر الميلادي انتهت العصور الإسلامية في النوبة بالحملة
العسكرية التي أرسلها محمد علي إلي النوبة عام 1820 والتي ألحقت النوبة بمصر تحت
إشراف أسرة محمد علي.
تحياتى د/ نبيهه - مقال رائع وجميل ولكن لى تعليق - لانى لم اجد اى اشارة او وثائق تؤيد دخول الأتراك النوبه قبل 1555 بقيادة اوزدمير باشا - الذى دخل النوبه عن طريق البر من القاهرة ب 3000 جندى - اما قوسى حسن فلا توجد اى وثائق تثبت متى دخل النوبه - وان سليم الاول - ترك الصعيد الاعلى من اسيوط الى النوبه فى يد الهوارة
ReplyDeleteارجو الافادة - وشكرا