لا تحل مشاكل لا تخصك
تعلم أن تستمع دون أن تحاول إصلاح المشكله التى تستمع إليها, أنت تسمع طرف واحد فقط. هذه الفكره تنطبق تماما عندما تسمع زميل عمل أو صديق أو قريب من العائله يشكو لك عن مشكله ما. لسوء الحظ أثناء محاولتنا بذل الجهد للمساعده, نغوص فى المشكله و بسرعه نتطوع بإعطاء حل لها. قد يكون ذلك بسبب شعورنا إننا إذا لم نساعد بإعطاء حل أو نصيحه مفيده لا نعتبر أصدقاء حقيقين و إلا لماذا جاء إلينا الشخص حاملا مشكلته إلا إذا كان يبحث عن حل أو نصيحه؟ لا هذا ليس السبب الذى جاء إليك الشخص من أجله. لقد جاء ليفضفض عن ما يضايقه مع شخص موثوق به . مع شخص يجيد الإستماع وهذا هو السبب الحقيقى. عندما تحاول حل مشكله لا تخصك أنت تشوه جديه الحقيقه فى المشكله التى لا تعرفها بالكامل.وإذا توسعنا فى تدخلنا فإننا نسىء للشخص نفسه و نعتبره عاجز وغير قادر على مواجهه المشكله و إيجاد حل لها.
- من هو المستمع الجيد؟
تمهل و فكر ماذا يفعل المستمع الجيد؟ وما الذى لا يفعله؟ ما الذى يظهر عليه يجعل الناس تلجأ اليه ليتكلموا و هم واثقين إنه يرحب بالإستماع ؟ ستجد الجميع يقول إنه الهدوء, الرصانه, الرؤيه الواضحه, يستمع بكل مشاعره و ليس بأذنيه فقط. المستمع الجيد هو الصديق الموثوق به, الذى يتميز بقدرته على الإستماع بأهتمام دون تسرع لأعطاء النصيحه أو الحل .
- ساعد نفسك أن تصبح مستمع جيد :
قاوم إغراء تقديم النصيحه أو الحل عندما تكون أنت الشخص الذى يستمع. إن الشخص الذى يواجه مشكله , أساسا لا يبحث لديك عن حل , و إنما يبحث عن شخص يستمع إليه و كأنه يتحدث إلى نفسه. شخص يشعر بشعوره تجاه المشكله. لا تعطى النصيحه إلا إذا طٌلب منك ذلك صراحه بعد الإنتهاء من عرض المشكله. إن هذا الشخص لديه أجزاء من الحل فى ذهنه, كل ما يحتاجه أن يستمع لنفسه وهو يتحدث اليك ليجمع هذه الأجزاء و يصل إلى الحل النهائى أثناء روايه المشكله لصديق. ساعد فقط بتوجيه الأسئله التى تحرك ذهن صاحب المشكله و تساعده للوصول للحل. من هذه الأسئله مثلا: ما هى الخطوه التاليه التى تفكر فيها لحل المشكله؟ و فى رأيك ما هو أفضل أسلوب لمواجهه هذه المشكله؟ فى رأيك ماذا تريد أن تكون النهايه المقبوله للمشكله؟ بطرح هذه الأسئله وغيرها أنت تساعد صاحب المشكله بالعصف الذهنى, الذى يساعد على التفكير الأعمق فى إيجاد حل للمشكله بنفسه دون تدخل من أحد. تذكر فى المره التاليه التى يأتى إليك أحد ليحكى عن مشكله ما, إنك لست العالم ببواطن الأمور لوحدك, أصمت و إستمع بتركيز و قاوم الإغراء لإبداء الرأى. ساعده فقط على التفكير حتى يصل بنفسه للحل المناسب لأنه يعرف ما يناسبه أكثر منك. إنك تقابل أكثر من شخص , فى العائله أو العمل, يأتى إليك ليفضفض عن مشكله تضايقه لأنه يعرف إنك مستمع جيد و لا تفرض رأيك على أحد. إن إستماعك لهذا الشخص ينمى علاقه قويه معه كصديق. إنك بتركك لهذا الشخص يفكر و يجد الحل بنفسه, تساعده على بناء الثقه فى نفسه و القدره على حل المشاكل بعقلانيه. التدخل بإعطاء الحل تربك المتحدث و تعوقه عن إيجاد الحل المناسب له.
- إنتبه لمشاكلك قبل حل مشاكل الآخرين :
إنشغالك طول الوقت بحل مشاكل الآخرين لن تجد الوقت لحل ما يواجهك من مشاكل و تحديات. الأفضل هنا هو الإستماع و طرح الأسئله التى تساعد الآخرين على التفكير سيحترمك الآخرين و يرتاحوا للعلاقه معك دون الإثقال عليك مما يترك لك وقتا لتحل المشاكل لديك و التى تنتظر الحل.
المصدر: د. نبيهه جابر
إقرأ مقاله "لماذا يتحول الصديق إلى عدو؟ " على:
http://kenanaonline.com/users/DrNabihaGaber
( يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل و الإقتباس )
No comments:
Post a Comment